سرطان الثدي النقيلي

{title}
أخبار الأردن -

يُعرف سرطان الثدي النقيلي بأنه الورم الخبير الذي يُصيب الثدي وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

من هنا، تقلق العديد من النساء من الإصابة بسرطان الثدي النقيلي بعد مرورها بتجربةٍ عصيبة مع مرض سرطان الثدي ونجاتها منه؛ لذا فإننا نضع بين يديكِ عزيزتي كل ما تحتاجين معرفته عن سرطان الثدي المنتشر في الجسم، ومدى احتمالية الإصابة به لدى الناجيات من سرطان الثدي، وأعراضه وعلاجه:

سرطان الثدي النقيلي:

يُعرف سرطان الثدي النقيلي بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة، والذي يُشير إلى أن سرطان الثدي الذي انتشر إلى جزءٍ آخر من الجسم، وفي معظم الأحيان ينتقل إلى الكبد، أو الدماغ، أو العظام، أو الرئتين.

ولتوضيح ما يحدث في هذا النوع من السرطان، فإن الخلايا السرطانية تنفصل عن الورم الأصلي في الثدي وتتّجه إلى أعضاء أخرى من الجسم، سواءً عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي (وهو عبارة عن شبكة كبيرة من العقد والأوعية اللمفية التي تُساعد في طرد البكتيريا والفيروسات ومنتجات النفايات الخلوية من الجسم).

ويتشكّل الورم النقيلي في عضوٍ مختلف من الجسم من خلايا من سرطان الثدي؛ لذا فإن سرطان الثدي المنتشر إلى العظام- على سبيل المثال- يعني أن الورم النقيلي في العظام يتكوّن من خلايا من سرطان الثدي وليس من خلايا العظام.

وفي حال لم يتم اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي في مراحله المبكرة، وبقي مخفياً حتى المرحلة الرابعة، فإن المصابة حينئذٍ تُشخّص حالتها بسرطان الثدي النقيلي عند فحصها لأول مرة، ما يعني أن السرطان لم يتم اكتشافه في الثدي قبل أن ينتشر إلى عضو آخر من الجسم.

ويمكن أن يظهر سرطان الثدي في جزءٍ آخر من الجسم بعد مرور عدة أشهر أو سنوات من التشخيص والعلاج الأصليّين لسرطان الثدي، إذ إن حوالي 30% من النساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلةٍ مبكرة تعرّضن لعودة السرطان في مكانٍ آخر من الجسم.

مرض سرطان الثدي النقيلي:

تختلف أعراض سرطان الثدي المنتشر بشكلٍ كبير وفقاً للمكان الجديد الذي انتقل له السرطان، سواءً العظام، أو الرئة، أو الدماغ، أو الكبد.

ومن الجدير بالذكر، أن مرض سرطان الثدي النقيلي ليس ميؤوساً منه، بل إن العديد من الأشخاص يستمرّون بالعيش حياةً طويلة ومُنتجة خلال إصابتهم بسرطان الثدي النقيلي، خصوصاً في ظل وجود خياراتٍ متعددة للعلاج الذي قد يُسيطر على المرض لعدة سنوات، وغالباً ما يتّجه الأطباء إلى استخدام مجموعة من الأدوية، سواءً بشكلٍ فردي أو استعمال كل الأدوية مُجتمعة أو متتالية.

وفي حال توقف أحد الأدوية عن العمل، فعادةً ما يكون هناك علاجٌ بديل يمكن تجربته، علماً أن الخلايا السرطانية قد تكون نشطة لفترات وأكثر هدوءاً لفتراتٍ أخرى، وعندما يكون المرض تحت السيطرة، يمكن للمصابة أن تأخذ فترات راحة من العلاج، الأمر الذي يمكن أن يُحدث فرقاً واضحاً في نوعيّة حياتها.

سرطان الثدي النقيلي الإيجابي:

يحدث سرطان الثدي النقيلي الإيجابي HER2 عندما تحتوي الخلايا السرطانية في الثدي على مستوى أعلى من الطبيعي من البروتين الذي يُسمى بـ"مُستقبل عامل نمو البشرة البشري 2" واختصاره بالإنجليزية (HER2).

علماً أن هذا البروتين موجود أيضاً في أنسجة الثدي بشكلٍ طبيعي لدى النساء غير المصابات بسرطان الثدي، فهو يساعد في نمو خلايا الثدي وتكاثرها، كما يعمل على إصلاح الضرر فيها، إلا أنه في بعض الأحيان، تتسبب بعض التغيرات في جين الخلية بإنتاج الكثير من هذه البروتينات في الجسم، ما يؤدي إلى نمو خلايا الثدي بوتيرةٍ أسرع من الوضع الطبيعي، وقد يتسبب ذلك بظهور السرطان.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن حوالي 20٪ من سرطانات الثدي إيجابية لبروتين (HER2)، وغالباً ما تنمو الخلايا السرطانية التي تحتوي على هذا البروتين بشكلٍ أسرع من أنواع السرطان الأخرى، كما أن سرطان الثدي الإيجابي HER2 المنتشر ينتقل من الثدي إلى مناطق أخرى من الجسم.

وتتمثل أبرز أعراض سرطان الثدي المنتشر الإيجابي بما يلي:

وجود كتلة صلبة صغيرة في الثدي.

انتفاخ في الثدي.

ألم في الثدي أو الحلمة.

سماكة في بشرة الثدي أو الحلمة.

تهيّج في جلد الثدي.

احمرار في جلد الثدي أو الحلمة.

ظهور دمامل على بشرة الثدي.

خروج إفرازات غير عادية من الحلمة.

أعراض سرطان الثدي النقيلي:

تختلف علامات الإصابة بسرطان الثدي النقيلي بناءً على الجزء المغزو بالخلايا السرطانية المنتقلة من الثدي، وفيما يلي نوضح لكِ أهم أعراض سرطان الثدي النقيلي حسب المكان الجديد الذي انتشر فيه السرطان:

أعراض سرطان الثدي النقيلي في العظام:

سهولة انكسار العظام.

آلام في العظام.

تورم في العظام.

أعراض سرطان الثدي النقيلي في الكبد:

اليرقان (صُفرة لون الجلد وبياض العينين).

حكّة في الجلد أو طفح جلدي.

آلام في المعدة.

الاستفراغ والغثيان.

فقدان الشهية.

أعراض سرطان الثدي النقيلي في الدماغ:

صداع أو ضغط شديد في الرأس.

تغيّر في السلوك أو الشخصية.

اضطرابات في البصر.

القيء والغثيان.

أعراض سرطان الثدي النقيلي في الرئة:

صعوبة في التنفس.

السعال المستمر.

آلام في الصدر.

أعراض أخرى لسرطان الثدي النقيلي:

تعب عام.

انخفاض الشهية للطعام.

فقدان الوزن غير المبرر.

سرطان الثدي النقيلي إلى الكبد:

عندما يتّجه سرطان الثدي نحو الكبد، فإنه في الغالب لا يتسبب بحدوث أعراض، ومع ذلك، قد تظهر بعض العلامات الدالّة على انتشار سرطان الثدي النقيلي إلى الكبد؛ مثل الشعور بالألم أو عدم الراحة في الجزء الأوسط من الجسم، والإحساس بالتعب والضعف العام، والإصابة بالحمى، وانخفاض الشهية للطعام أو فقدان الوزن.

سرطان الثدي النقيلي إلى العظام:

يُعتبر الألم المفاجئ والملاحظ هو أكثر أعراض سرطان الثدي النقيلي إلى العظام شيوعاً، وعلى الرغم من أن سرطان الثدي قد ينتقل إلى أي جزء من عظام الجسم، إلا أنه غالباً ما ينتشر في ضلوع الصدر، أو العمود الفقري، أو عظام الحوض، أو العظام الطويلة في الذراعين والساقين.

سرطان الثدي النقيلي إلى الدماغ:

قد تشمل أبرز أعراض سرطان الثدي النقيلي إلى الدماغ الإصابة بالصداع، وحدوث اضطرابات في الكلام أو الرؤية، ومشاكل في الذاكرة، وغير ذلك.

سرطان الثدي النقيلي إلى الرئة:

في معظم الأحيان، لا يتسبب سرطان الثدي النقيلي إلى الرئة بأي أعراض، ولكنه قد يؤدي إلى الإحساس بالألم أو عدم الراحة في منطقة الرئة، وضيق في التنفس، وسعال مستمر.

علاج سرطان الثدي النقيلي:

يهدف علاج سرطان الثدي النقيلي إلى تقليص حجم الأورام الخبيثة وإبطاء نموّها والتخفيف من الأعراض والآلام، فيما يُعتبر العلاج الجهازي هو الخطوة الأساسية للسيطرة على انتشار سرطان الثدي النقيلي، علماً أن العلاجات الجهازية قد تشمل مزيجاً من العلاج الكيميائي والهرموني والمناعي والعلاج المُوجّه.

ومن الجدير بالذكر، أن الخطة العلاجية تعتمد على عدة عوامل؛ أهمّها مدى وصول سرطان الثدي إلى أجزاء الجسم الأخرى، وعلاجات سرطان الثدي التي خضعت لها المصابة سابقاً، والأعراض التي تعاني منها، وبيولوجيا الورم (طبيعة الخلايا السرطانية وسلوكها).

ولمعرفة بيولوجيا الورم، يقوم الفريق الطبي بإجراء بعض الفحوصات التي تهدف إلى اختبار حالة مستقبلات هرمون الإستروجين والبروجسترون في الخلايا السرطانية، وكذلك اختبار مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2 (HER2)، واختبار الطفرة الجينية (PIK3CA)، وغير ذلك، وإذا كانت إحدى هذه الفحوصات إيجابية، فإن خطة العلاج تختلف تبعاً لذلك.

وفيما يتعلق بفترة علاج سرطان الثدي المنتشر، فلا يمكن تحديدها، فمصلا، قد ترغب المصابة بإيقاف العلاج إذا كانت غير قادرة على تحمّل الآثار الجانبية للأدوية.

ولكن في حال لم يكن العلاج فعالاً كما ينبغي أو كانت آثاره الجانبية شديدة ولا يمكن تحمّلها، فقد يلجأ الفريق الطبي إلى تغيير العلاج، خصوصاً في ضوء توفّر العديد من الأدوية المتاحة.

وفيما يتعلق بالجراحة كعلاج لسرطان الثدي المنتشر، فعادةً لا ينصح الأطباء بإجراء جراحة سرطان الثدي لسرطان الثدي النقيلي؛ نظراً لأن فعالية الجراحة محدودة جداً بعد انتشار الخلايا السرطانية إلى أكثر من جزء في الجسم.

ومع ذلك، قد تساعد الجراحة في التقليل من المضاعفات الخطرة المحتملة في بعض الحالات؛ مثل منع كسور العظام، وتقليل الانسداد في الكبد، وتخفيف الألم والأعراض المصاحبة للمرض.

أما العلاج الإشعاعي، فلا يُعتبر علاجاً نموذجياً لسرطان الثدي النقيلي، إلا أنه وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالعلاج الإشعاعي لأهدافٍ محددة؛ مثل تخفيف الألم الذي تشعر به المصابة، أو السيطرة على نمو السرطان وانتشاره في منطقةٍ معينة من الجسد.

الشفاء من سرطان الثدي النقيلي:

من المؤسف أنه لا يوجد علاج نهائي لسرطان الثدي النقيلي؛ لذا تتساءل العديد من النساء حول إمكانية الشفاء من سرطان الثدي النقيلي، وهنا لا بد لنا من توضيح أن انتشار الخلايا السرطانية من الثدي إلى جزءٍ آخر في الجسم يجعل التخلص من جميع الخلايا السرطانية أمراً صعباً للغاية، إلا أن أهمية العلاج تكمن في إطالة الحياة وتحسين جودتها- بإذن الله تعالى-.

إن السيطرة على انتشار سرطان الثدي النقيلي ونموّه هو الهدف الأساسي من العلاج؛ لذا لا بد للمرأة المصابة من أن تحرص على تجربة العلاجات الموصى بها؛ بهدف تحسين نوعية حياتها وقدرتها على أداء نشاطاتها اليومية مع عائلتها وصديقاتها، ولتعزيز قدرتها على محاربة المرض والتغلب عليه. (ليالينا)

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير